سندالة- جوهرة نيوم الفاخرة تُبحر نحو مستقبل السياحة السعودية.

المؤلف: ناصر البقمي11.11.2025
سندالة- جوهرة نيوم الفاخرة تُبحر نحو مستقبل السياحة السعودية.

على بُعد خمسة كيلومترات فقط من شواطئ نيوم الساحرة، شمال غرب المملكة العربية السعودية، انطلقت جوهرة البحر الأحمر المتلألئة، جزيرة "سندالة"، لتعلن عن نفسها كوجهة عالمية فاخرة للسياحة البحرية الراقية. ولتوضيح الصورة للقارئ الكريم، تُعتبر سندالة حلماً تجسّد على أرض الواقع، بعد أن أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، عن إطلاق أعمال تطويرها الطموحة في ديسمبر من عام 2022. واليوم، بعد افتتاحها الرسمي في أكتوبر 2024، تُعد سندالة باكورة وجهات نيوم التي تستقبل الزوار من كل حدب وصوب، مما يعني أن الفترة الزمنية الفاصلة بين بدء أعمال التطوير والاستقبال الفعلي للضيوف لم تتجاوز العامين، بل اقتصرت على 22 شهراً فقط، وهو إنجاز يُحسب للقائمين على هذا المشروع العملاق.

وبينما يتشوق العالم بأسره لخوض غمار تجربة سندالة بكل ما تحمله من تفاصيل آسرة وساحرة، فإن المواطنين السعوديين، الذين يعتزون بوطنهم ويثقون برؤية عرّاب رؤية 2030، الملهم والقائد، يراهنون على أن هذا المشروع يمثل تجربة استثنائية، وخطوة راسخة في طريق طويل نحو الاستثمار الأمثل في الوطن والمواطن، وفتح آفاق جديدة لاقتصاد وطني مزدهر لا يعتمد على مورد واحد فقط، بل يستمد قوته من التنوع الهائل الذي تزخر به مملكتنا الغالية.

إن مشروع سندالة ليس مجرد مشروع منفصل، بل هو جزء لا يتجزأ من صورة كلية متكاملة، تعكس الحراك التنموي الشامل والمستدام الذي تشهده المملكة، وتطوير القطاعات الجديدة الواعدة، والتأكيد الدائم على دعم المحتوى المحلي، وتسهيل بيئة الأعمال لتكون جاذبة للاستثمارات. فسندالة ليست مجرد خطوة في مسيرة السعودية الجديدة على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري فحسب، بل هي أيضاً نافذة تطل على اكتشاف جمال الطبيعة الخلابة في المملكة، واستكشاف الشواطئ البكر لمياه البحر الأحمر الفاتنة، التي تغنى بها الرحالة والبحارة على مر العصور.

إن حدث افتتاح سندالة يمثل إشعاعاً من رؤية كلية طموحة، تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لتحقيقها، وهي تستعد لاستضافة النسخة الثامنة من مبادرة مستقبل الاستثمار المرموقة، التي تستهدف استقطاب كبار رجال الأعمال وصناع القرارات الاقتصادية من مختلف أنحاء العالم، ليطلعوا عن كثب على جزء من جسد الرؤية الطموحة، وهو يتحول إلى واقع ملموس وحياة مكتملة الأركان.

تُعد سندالة جزءاً من مفهوم أوسع نطاقاً، تقوده المملكة العربية السعودية بإلهام من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – لصنع نمط حياة مستقبلي، لا يقتصر على إعادة تشكيل المدن الحديثة فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تحديثها بأحدث ما توصلت إليه البشرية من تقنيات متطورة في مجالات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة، والرفاهية التي تسبق عصرها.

سندالة هي مشروع فريد من نوعه، يعانق فيه عبق التاريخ سحر الجغرافيا، وتمتزج فيه روعة المناخ بثقافة الأصالة السعودية العريقة، حيث تحظى الجزيرة بمناخ معتدل ومميز على مدار العام، وشواطئ ساحرة تنافس أكثر المواقع جاذبية في العالم، وذلك على مساحة تبلغ 840,000 متر مربع. كما توفر سندالة وجهة استثنائية بكل المقاييس العالمية، لا سيما في عالم اليخوت الفاخرة، حيث تقع في موقع فريد على بعد 17 ساعة فقط من معظم وجهات اليخوت في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

لا يفتأ السعوديون يعبرون في كل مناسبة وطنية، منذ انطلاق رؤية 2030، عن مشاعرهم بطرق مبتكرة ومتميزة، تعكس إلى حد كبير ما أحدثته الرؤية من تحول في اللغة والأهداف والتطلعات، وما فتحته من آفاق واسعة لأبناء الوطن.

إن من يحظى بفرصة زيارة المملكة العربية السعودية اليوم، سيجد نفسه، دون عناء كبير في الملاحظة أو التحليل، أمام مشروع عملاق، فبمجرد أن تطأ قدماه أرض المطار، سيتمكن من تلمس النقلة النوعية التي تشهدها البلاد، وهي تعيش نهضة غير مسبوقة في كافة المجالات ومختلف مناحي الحياة، وذلك ضمن إستراتيجية كبرى تجسدها رؤية 2030 الطموحة. فتأشيرة سياحية رقمية يتم الحصول عليها في أقل من 25 دقيقة، كفيلة بأن تفتح لأي منصف أبواب المستقبل بعيون السعودية، التي تنهض بسواعد شبان وبنات وطن طموح، يحفزهم قائد ملهم بحجم وتطلعات سمو سيدي ولي العهد، الذي عودنا دائماً أن المستحيل لم ولن يكون يوماً ما سعودياً.

فكل منطقة اليوم في بلادنا الغنية والمتنوعة، والزاخرة بالخيرات والفرص، تمثل رأسمالاً متجدداً، وكل شاب وفتاة من أبناء الوطن، بفضل دعم القيادة الرشيدة، هما مشروع نجاح واعد. ومن هنا، يمكن الحديث عن رابطة وجدانية عميقة، خلقها هذا الطموح والتطلع نحو المستقبل، وهي رابطة تتجاوز كل شيء سوى الإيمان بالله، ثم الإيمان بالإنجازات التي تحققت، وبملهمها سمو ولي العهد، وهي رؤية تتجاوز المشاريع المادية إلى الأفكار الخلاقة، وتعزز الاعتزاز بالهوية والتقاليد والثقافة المحلية الأصيلة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة